الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً في الرياض

تشير الأمراض النفسية إلى الاضطرابات التي تصيب الصحة العقلية والنفسية وتنعكس على التفكير والسلوك وبالتالي تؤثر على جودة حياة الفرد، وتنتشر الأمراض النفسية في السعودية كباقي المجتمعات والثقافات، وفي الرياض عاصمة السعودية يبقى الحديث عن الأمراض النفسية موضوعاً حساساً لكن لا بدّ منه، فهنالك العديد من الأمراض النفسية التي تصدرت المشهد بين السكان ولا بدّ من الحديث عنها.

ما هي الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً في الرياض:

بعد إجراء مسح على السكان حول الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً في الرياض، تبين وجود عدة اضطرابات نفسية أكثر ظهوراً على السطح من غيرها.

1- الاكتئاب

يعد الاكتئاب أحد أكثر الأمراض النفسية شيوعاً في الرياض، ويتجلى من خلال مجموعة من الأعراض كالحزن المستمر وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية والتعب وانخفاض الطاقة الأمر الذي يؤثر بشكل واضح على أداء الفرد وجودة حياته.

وقد وجدت إحدى الدراسات أن ما يصل إلى 28.5٪ من السكان الذين يزورون مراكز الرعاية الصحية الأولية أظهروا علامات اضطرابات نفسية والحاجة إلى التحدث مع دكتور نفسي بالرياض للاكتئاب، حيث كان الاكتئاب يشكل نسبة كبيرة من الحالات التي تم تشخيصها، وتتأثر مختلف الفئات العمرية والجنسين من الاكتئاب، لكن الدراسات تبين أن النساء قد يكن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بالرجال.

2- اضطرابات القلق

اضطرابات القلق تُعد من أكثر المشكلات النفسية انتشاراً في مدينة الرياض بعد الاكتئاب، كما هو الحال في باقي أنحاء السعودية، حيث يعاني العديد من الأفراد من مستويات مرتفعة من التوتر والقلق بسبب ضغوط الحياة اليومية وتحدياتها، وتشمل اضطرابات القلق مجموعة من الحالات مثل القلق العام، قلق الانفصال، الهلع، وكلها تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد.

الذين يعانون من اضطرابات القلق قد يواجهون أعراضاً جسدية مثل تسارع ضربات القلب وضيق التنفس والشعور بالاختناق، بالإضافة إلى ذلك، تظهر آثار نفسية مثل الانشغال المستمر بالمشكلات اليومية والشعور بعدم القدرة على السيطرة على الوضع، إحدى الدراسات أظهرت أن حوالي 16% من سكان المملكة قد يعانون من اضطرابات القلق في وقت ما خلال حياتهم، مما يجعلها مشكلة تتطلب اهتماماً أكبر من قبل الجهات الصحية​.

3- الرهاب الاجتماعي

هو اضطراب نفسي شائع في الرياض ويتجلى بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية، حيث يمكن أن تساهم التوقعات والضغوط المجتمعية في الشعور بعدم الكفاية والخوف من الحكم في البيئات الاجتماعية ويشعر الشخص بالقلق من التعرض للحكم أو النقد من قبل الآخرين، وهذا الخوف يجعل التفاعل الاجتماعي تحدياً كبيراً ويؤدي إلى تجنب الأنشطة الاجتماعية أو الشعور بعدم الارتياح في المواقف التي تتطلب تفاعلاً اجتماعياً.

كشفت دراسة أجريت على طلاب المرحلة الثانوية في الرياض أن نسبة كبيرة من الطلاب يعانون من مستويات مرتفعة من القلق الاجتماعي، مما يشير إلى أن الشباب والمراهقين قد يكونون أكثر عرضة لهذا الاضطراب، هذا الأمر يبرز أهمية توفير الدعم النفسي الملائم عبر أخصائيين نفسيين للمراهقين في الرياض للتعامل مع هذه التحديات بفعالية وتقديم الرعاية التي تساعدهم على تجاوزها.

4- الإدمان على المخدرات

يُعتبر مشكلة صحية عامة في الرياض ويؤثر بشكل كبير على الأفراد والمجتمع ككل، ويعود انتشارها إلى العديد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية كالفقر والبطالة، وتفشي هذه الظاهرة له تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية، وكذلك على العلاقات الأسرية والاجتماعية.

تُظهر الإحصائيات أن عدد المتعاطين للمخدرات في المملكة العربية السعودية في تزايد، حيث قدرت إحدى الدراسات أن حوالي 12% من الشباب في الرياض يتعاطون المخدرات بشكل منتظم​.

تشمل أنواع المخدرات المتداولة في الرياض القات والحشيش والهيروين والأمفيتامينات، وتعتبر الأمفيتامينات مثل الكبتاجون من بين أكثر الأنواع انتشاراً خاصة بين الشباب .

5- الوسواس القهري

يمكننا القول ان الوسواس القهري هو مشكلة نفسية عامة نسبياً في الرياض تتطلب المزيد من الوعي والرعاية، يتميز هذا الاضطراب بوجود أفكار وسواسية تتسبب في شعور الشخص بالقلق ويرافقها سلوكيات قهرية يقوم بها الفرد كوسيلة للتخفيف من هذا القلق.

تشير الدراسات إلى أن اضطراب الوسواس القهري يظهر بمعدل يتراوح بين 1-3% من سكان الرياض، وهو ما يعكس مدى انتشاره في المجتمع، وتبين أن نسبة انتشار الوسواس القهري بين الطلاب الجامعيين في الرياض تصل إلى 10% .

6- اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل تُعتبر من الاضطرابات النفسية الشائعة في الرياض، حيث تشمل مجموعة متنوعة من المشاكل المتعلقة بالطعام كفقدان الشهية العصبي والشره المرضي واضطراب الإفراط في الأكل، وتؤثر هذه الاضطرابات بشكل كبير على الصحة الجسدية والنفسية للأفراد.

تشير الإحصاءات إلى أن اضطرابات الأكل تصيب ما يقارب 5-10% من الشباب في الرياض وتظهر هذه النسبة بشكل أكبر بين الفتيات، فوفقاً لدراسة أجراها معهد المصادر الصحية (Health Resources Institute) يُعاني حوالي 3% من النساء الشابات في الرياض من فقدان الشهية العصبي.

7- المشاكل الزوجية

تعد المشاكل الزوجية في الرياض من القضايا الشائعة التي قد تؤثر على استقرار الحياة الزوجية وجودة العلاقة بين الشريكين، وتشير دراسات نفسية أجرتها جامعة الملك سعود إلى أن القلق والتوتر المالي وانعدام التوافق الشخصي هما من أكثر الأسباب التي تساهم في زيادة الخلافات بين الأزواج، لذا يلجأ العديد إلى استشارات زوجية متخصصة تساعدهم على فهم التحديات وإيجاد حلول تعزز التفاهم والتواصل الفعال فيما بينهم.

العوامل الاجتماعية والثقافية المؤثرة على الصحة النفسية في الرياض

تؤثر العوامل الاجتماعية والثقافي على العديد من جوانب الحياة وأحد هذه الجوانب هو الصحة النفسية، حيث تساهم العادات والتقاليد الراسخة في تشكيل المفاهيم المتعلقة بالصحة النفسية لدى افرد المجتمع ككل، الأمر الذي يؤثر ومن الممكن أن يعيق كيفية فهم الأفراد لمشاكلهم النفسية وطرق معالجتها ويحول دون زيارتهم للعيادات النفسية في الرياض.

من العوامل الأكثر تاثيراً هي الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية،فالعديد من الدراسات تُظهر أن نسبة تصل إلى 80% منة السعوديين لا يسعون للحصول على العلاج عند مواجهة مشاكل نفسية خوفاً من الوصمة والتعرض للازدراء من المجتمع​، تتاثر هذه الوصمة بمعتقدات ثقافية تعزو الاضطرابات النفسية إلى الضعف الشخصي أو العقوبات الإلهية مما يجعل الأفراد أكثر ترددًا في طلب.

وبما أن الجانب الديني يُعد جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في السعودية، فنجد الكثيرون ينظرون إلى الاضطرابات النفسية من منظور ديني، تُظهر بعض الأبحاث أن 67.3% من المشاركين يعتقدون أن الاكتئاب ناتج عن نقص في الإيمان، و45.5% يعتقدون أنه ناتج عن “العين الشريرة” أو السحر.

مقالات مقترحة:

• مواصفات الطبيب النفسي الناجح في الرياض
• نصائح للمرضى الجدد مع دكتور نفسي في الرياض
• كيف تستعد لزيارة دكتور نفسي في الرياض

الخلاصة:

تتناول هذه المقالة الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً في الرياض، حيث يتم استعراض مجموعة من الاضطرابات مثل الاكتئاب واضطرابات القلق والرهاب الاجتماعي والإدمان والوسواس القهري واضطرابات الأكل، تقدم المقالة لمحة عن أسباب هذه الاضطرابات وتأثيرها على جودة الحياة، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والثقافية التي تلعب دوراً في كيفية تعامل المجتمع معها، من المهم تعزيز الوعي والقبول بشأن الصحة النفسية لتشجيع الأفراد على طلب العلاج النفسي والتواصل مع دكتور نفسي في الرياض.